حطـــام الحــــب الصــــــــادق

حطـــام الحــــب الصــــــــادق

كـــــنت
يـــوما أفـــــتش عن شئ أســــمه الحــــــــــــــــب
الصــــــــــادق.... قرأت عنه فــــــي قــــــصص قــــــديمة
أحـــــــببت أن ألمــــسه حــــــــــقيقة فـــــــي حــــــــياتــــي
كــــانت هنالك جـــــــزيرة بعيـــدة تحتضنها المحـــــيطات كـــــــان يســـكنها هذا الحــــب
قــررت أن أصنع لنفــــسي ســـفينة أبحر بها بنيتها بكـــل جـــهد وطليتها بالالوان الزاهية
أطلقت عليها أســـــــم ســـــــفينة الأمــــــــــل أستغرق مني ذلك سنوات من عـــــــــمري
لكني أكملتها في النهاية أبحرت بها بقيت أسير سنوات على خــــــــــارطة كنت أحمــــلها
هي خارطة الواقع والقدر ....
جاء يوم تشابكت فيه الرياح وثارت فيه أمواج البحر تضررت أشرعتي وكسرت بعض ألواح سفينتي

لكني برغم ذلك تابعت الأبحار في سفينة الامــــــــــل دون كــلل أو مـــــلل.
كنت أفتح ذراعي للحــــــــــــــب بكـــل أبتسامة كنت أسير بكل أتجاه تأخذني فيه الأمواج
فأنا أصبحت رهــــــــين القــــدر بعد أن كسرت أشرعتي وفقدت السيطرة والأتجـــــــــاه
خفت أن أظل طريقي طال الأنتظار أكثر فأكثر وخشيت أن أبقى طول عمــــري تائــــها.
أسير في نفس الحلقة المفرغة من الزمن أبحث عن شي قد يكون لـــــيس له أي وجــــــود
تعبت من كثرة الأنتظار أخذني التعب والنعاس لكني أستيقظت وانا أبصر جزيرة جــــميلة
كانت الفرحة أكبر من أن اصفها في كلمات كنت أريد الوصول بأسرع وقت وأخيرا ....
وصلت نزلت على هذه الجزيرة كان عطرها ينم عن مكان هرم قديم حتى الأشجار كانت
كبيرة ومسنة وباهته حتى في ألوانها العصافير كانت فيها ساكنه لاتغرد الصــــمت لغتها
أحسست أن هناك حزن يسكن أركانها جلست على صـــــخرة ....
أكلت من الأمواج وتشابكت عليها الحشائش كانت أسئلة كـــــــــــــثيرة فـــــي داخــــــــلي.
حتى أني تحدثت بها مع نفسي بصوت خافت ما الذي حصل لهذه الجـــــــــــــــزيــــرة ؟؟
لماذا كل الأشياء فيها بلا روح حزينة سمعت أصوات تنهد وحسرة عظيمة تخرج منها
نهضت بفزع وقــــلت مــــن هـــــــــــــنا .... مـــــــــن الــــــــــذي يتكــــــــــــــلم ؟؟؟؟؟؟
فأجابت .. أنا رووووووح الجـــــزيـرة أيها الأنســـــــــــــان لا تخـــــــــــــف ...........
كنت أريد أن أبدا بالكلام لكن علامات الأســـــــــــتغراب .... والحــــــــيرة في نفســــي
قالت ... ما الذي جـــــــــــــــاء بك الى هــــــــــــنا ..... كـــــــــيف وصــــــــــــلت ؟؟؟؟
أجبتها ... أنني أبحث عن شي أ سعى أليه منذ زمـــــن أبحث عن الحـــــــب الصـــــــادق
تنهدت مرة أخرى وأجابت بحزن عميق أنت تبحث عن شئ قد ضاع ولم يعد له وجــود
وسوف تدرك ذلك وتعود خالي الوفاض من حيث أتيت .. قلت .. حدثيني أكــــــــــــــثر ؟
ما الذي حدث هنا لما كل هذا اليأس .. أجابتني .. لقد كان هنالك أنـــــــــــاس تسكــــــنني
لم يستطيعوا أن يعيشوا خارجي وكما ترى أنظر الى هناك سوف ترى قــــــــبورهـــــــم
ولم يصل أي أنسان من زمن بعيد تركوني وحيدة بين هذه القبور وبين ذكرياتها الحزينة
فقلت لها .. أحكي لي قصة أصحاب هذه القبور فأن كل شئ مبهم الى حد هذه اللحظـــــة
صـــــــــــــرخت .. بكل ألــــــــــــــم هـــــزت فـــــــــــيه كـــــل مشــــــاعري من الداخل
فقالت .. دعني أقص عليك بعضا منها لتكون لك عبرة فأننا في زمن كتب علينا الموت
وبكل بساطة
أما صاحب القبر الاول فأنه لأنسان أحب بكل عنفوان بكل صدق وبجنـــــــــــون .....
لكن كان حبه مع الأسف من طرف واحد لأنسانه لم تأبه لأي شئ ولم تشعر به يــــــومـا
ومـــــــا لــبث حـــــتى قتــــــله البعــــــــــــد ..... والأنتظـــــــــــــار حتى مـــــــــــــــــات
وأما صاحب القبر الثاني فكان لأنسان احب يوما وكان وفائه يفوق التصور حتى انه كان يفتخر بذلك

لكنه أدرك بعد فترة أن حـــــبيبته تخـــــــــــــــونه مــــــــع شـخــــــص أخـــر
وما لبث فــــترة حـــــتى قــــــــتلته مــــــــرارة الحســــــــــــرة .... والخـــــــــــــــــيانـــة
وهذا .. وهذا .. وهذا كــــــــــــلهم أصبحـــــــــوا أطلالا مـــــــــــن المــــــاضـــــــــــي
قلت لها .. لقد سألتكي الكثير مــــــــــا أسمك أيتــــــــها الجــــــــزيرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قالت .... أنا من كنت منارا للزمن أنا جـــــــــــــــــزيـــــــرة الحــــــــــــب الصـــــــادق
لقد تركوني كل الناس ونكروني كحقيقة على مر الزمن ولم يأبهوا لأمري ورحلوا عني
لأن كل شئ صادق قد تغير وأنا أدرك أنك تبحث عن شئ قد ضاع في قلوب النـــــاس
سوف ترحل في يوم من الأيام سألتها مرة أخرى وما الذي يجعلك تدركين ذلك فلم تجبني
أليـــــــأس ضـــــرب كــــــل شئ جـــــــميل كنت أحــــــــــــــمله معي فــــــــي داخـــــلي
قررت أن أعود الى سفينتي أريد الرجوع لا أريد أن اسمع مـــــــــزيــــدا مــــــن الألام ..
ركبتها وبقيت أبحر سنوات أخرى وكانت كلها من عمري الضائع عــــدت الى زاويـــــتي
عدت الى ظل عـــــمري مرة أخرى وصلت بعد أن دمرت سفينة الأمل وأصبحت مجرد ألواح تعبث بها المياه

وأدركت أننا نعيش في زمن لا توجد فيه هذه المسمــــــــــياتــــ ..

كنت أنا أحملها في قلبي وعقلي فقط أصبحت أشياء من الماضي ماتت ولن تعود أبــــــدا